السؤال:
لدي أخ أصغر مني بسنة أشكو من علاقتي الضعيفة وقد تكون رسمية معه، لا أدري ما هي مشكلته معي وهذه حاله كذلك مع والدي لا يريد أن يسمع لنا كثيرًا يفضل أصحابه ويعطيهم من الوقت أكثر مما يعطينا بل لا يشاركنا في وجبة أو جلوس لشرب القهوة وغيرها، إن أراد منه الوالد أو الوالدة أو حتى أنا وأخواتي إن أردنا شيء نفذه.. ماذا تنصحونني به حتى أعمق علاقتي به خاصة ونحن إخوة أشقاء.
الجواب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم.. تدور مشكلتك حول ثلاثة محاور رئيسة وهي:
- برود علاقتك بأخيك الذي يصغرك بسنة واحدة.
- عدم تفاعل أخوك مع الأسرة في الحياة الاجتماعية.
- اهتمامه بأصحابه أكثر من الأسرة.
وهذه المشكلة تتمثل في عدد من الأسباب من أبرزها:
- طبيعة المرحلة العمرية التي يمر بها الأخ الأصغر.
- احتمال وجود أفكار ومعتقدات غير مألوفة أو متشددة لدى أخيك.
- نوع العلاقة بين الوالدين وأخيك.
ويمكن استعراض هذه الأسباب على النحو الآتي:
أولًا: طبيعة المرحلة العمرية وهي عنفوان الشباب وقمة المراهقة وفيها تحدث تغيرات كبيرة منها تغيرات نفسية وصحية وفكرية وعدم التفاعل معها بشكل متوازن يؤدي إلى بعض السلوكيات وخاصةً الاعتزالية والبعد عن المشاركة الاجتماعية وعدم التجاوب وذلك لأسباب يرجع بعضها إلى اعتقاده بعدم إمكانية التفاهم أو اختلاف الطبائع أو أنه ينظر لنفسه أنه أقل أو أكبر من الأسرة وبالتالي يقصر المعاملة على الحدود الدنيا منها.
ثانيًا: قد يكون الأمر أخطر من هذا بكثير حينما يكون الانعزال ناتج عن اعتناق أفكار ومعتقدات فكرية أو دينية ترى أن بعض أفراد الأسرة ليسوا على الطريق الإيماني الصحيح أو أنهم مفرطون في دينهم وصلاتهم وبالتالي لا يرى الاندماج معهم وقد يكونوا كذلك أو أنهم غير مفرطين في دينهم ولكنه يعتقد أنهم ليسوا من الفرقة الناجية كأن يعتقد هو معتقدات متشددة مثلا وفي كلا الحالتين الأمر يحتاج إلى معالجة سريعة.
ثالثًا: يمكن أن تكون علاقة الأبوين أو أحدهما معه على أنه الأصغر فلم يلق اهتمامًا وحبًّا وتقديرًا مثل ما يلاقيه باقي أخوته وبالتالي يشعر بالصغر والنقص والإهانة لذا يفضل الاعتزال والبعد.
ويكمن العلاج في أربعة وسائل:
الأول: ضرورة البدء في استقطاب الأبوين له والجلوس معه وتقديره واحترام رأيه ومشاركته بفعالية دون أوامر أو نواهي وأخذ رأيه واعتبار مكانته في البيت ومساواته بك في الأمور كلها العاطفية واللفظية والمادية.
الثاني: محاولة التعرف على أفكاره ومناقشتها وتفهم رأيه فإن وافق الجميع وإلا من الضروري سرعة التدخل من أصحاب الشأن وأهل العلم والرأي المعتبرين.
الثالث: التعرف على أصحابه وتشجيعه على دعوتهم إلى البيت ومشاركتهم في طعام أو ضيافة يشعر أنكم تقدرون أصحابه وفي نفس الوقت يشعر معكم بالاطمئنان والتجاوب.
أما دورك أنت مع أخيك فمن الضروري التقرب إليه بما يحبه ومحاولة الحديث معه في أمور مشتركة ليشعر أنك صديقه وأخوه، ومن ذلك إهداء بعض ما يحبه أو الخروج معه وسؤاله عن رأيه في بعض مشكلاتك وأن تحكي له بعض ما قد تراه أنه مشكلة وتطلب منه المساعدة، ليشعر منك أنك قريب منه وتقدر فكره ورأيه وترغب أن يكون أكثر تجاوبًا معك ومع الأسرة.
وفقك الله وسدد خطاك.
الكاتب: د. مبروك رمضان.
المصدر: موقع المسلم.